20 كود:
أخبار عاجلة
عاجل...
أحدث الأخبار
Loading...
أحدث الأخبار
Loading...
أحدث الأخبار
Loading...

الاثنين، 26 مايو 2014

تحميل كتاب الأعمال الشعرية الكاملة pdf مجانا ل أمل دنقل | مكتبة الكتب

تحميل رواية بقايا صور pdf مجانا ل حنا مينا | مكتبة الكتب

تحميل رواية الكتابة في لحظة عري pdf مجانا ل أحلام مستغانمى | مكتبة الكتب

الأربعاء، 16 أبريل 2014

العاشقان


الليلة لملمت اشعاري المتناثرة واحرقتها
قررت ان تدفع بدورها فاتورة الاحزان
ان تجرب مقدار مااثقلت صدري
 وساجلت فكري ...
تساءلت وقد تملكني جنون الانتقام
والافتتان ...
ماالدي يمنع ان يتحول السجين الى سجان؟
جلست اتابع جريمتي المفبركة باتقان
مابين محض الحقيقة والاوهام
الليلة تنصلت من جلد الشاعر ولبست بدلة السفاح
احرقتها ...
اشعلت بلهيبها سجائر اخر الليل
ثم تساءلت وانشغلت في التساؤل بالحاح
ادركت فيه متعة من يمتلك من الوقت الكثير
ليفكر في مايربط سحائب التبغ بالسطور
وتمثلت نفسي لص محفوظ حين اضحى
يعد القبور ...
يغتال الصمت فيه والفراغ
ينسى الكلاب ...
هل تمة مايربط الاشعار بسجائر اخر الليل؟
وانا الان ارقبهما معا يختمران ويحتضران
يتراقصان في منتهى التناغم الجميل
يتعانقان كما العاشقان
في عناق طويل ...
هل تمة؟
وهل تمة مايربط براءة الشاعر
بوحشية السفاح؟ ...
وبنفس الانشغال تساءلت وبالحاح
هل مااقدمت عليه كان حماقة لحظة
بعد طول اتزان؟ ...
ام؟
والنوم اضحى يصارع الاجفان
يوشك العاشقان ان ينهيا وصلة العناق
يتحولا الى كومة من رماد
عمت موتا ايها الشعر
وداعا ايها الجلاد
لكن ليس للنوم علي سلطان
ساكتب حتى يدركني الصباح
قصيدة ...
سافجر للجراح ينابيع اخرى
جديدة ...
الليلة انتفضت اشعاري من مراقدها
قررت ان تستنزفني الى اخري
والى اخرها ...
ستظل تدفع يا مغفل فاتورة الاحزان
مهما تضاعف الجرح
مهما تزايدت الاشجان

لن اكون الا السجان والترجمان .


<iframe width="100%" height="450" scrolling="no" frameborder="no" src="https://w.soundcloud.com/player/?url=https%3A//api.soundcloud.com/playlists/35071238&amp;auto_play=false&amp;hide_related=false&amp;show_comments=true&amp;show_user=true&amp;show_reposts=false&amp;visual=true"></iframe>































































































الأحد، 9 مارس 2014

المنجد


التطبيق النحوي والصرفي


ملخص قواعد اللغة العربية


معجم قواعد العربية


الاعراب الميسر


الاعراب الواضح


معين الطلاب في قواعد النحو والاعراب


الموجز في قواعد اللغة العربية


النظرات للمنفلوطي ج3


النظرات للمنفلوطي ج2


النظرات للمنفلوطي ج1


الجمعة، 7 مارس 2014

قصص مختارة


الاجنحة المنكسرة

<iframe src="https://docs.google.com/file/d/0ByThVHiVqd9WNzg0N2RmNWUtZTI1OS00ZmZmLTg1YzAtNWU3ZWVkNjNiZDMy/preview?hl=fr" width="640" height="480"></iframe>

اهل الكهف


القصص والروايات «

عبقرية الصديق تأليف عباس محمود العقاد


مسرحية: المُهَرِّج تأليف: جون أُزبورن


مسرحية أنتيجون Antigone جان أنويه


الغربان تأليف: أنري بك


مسرحية مدرسة الفضائح تأليف شيريدان


مسرحية عطيل تأليف وليم شكسبير


عبقرية علي - عباس محمود العقاد


كتاب الأمير نيقولا ميكياڤيللي


شمس العرب تشرق على الغرب زيجرد هونكه


كتاب جنة الشوك طه حسين


عباس محمود العقاد : عبقرية خالد


بروتوكولات حكماء صهيون


رواية الأيدي الناعمة توفيق الحكيم


حوار مع صديقي الملحد مصطفى محمود


البدائع و الطرائف جبران خليل جبران


الخميس، 6 مارس 2014

قواعد اللغة العربية


نهج البردة الامام البوصيري



المرأة المسلمة والتحديات المعاصرة بين حديث القرآن والواقع (1- 3) فإنّ هناك نماذج من التحديات التي تتعرض لها المجتمعات المسلمة في هذا العصر، وهناك أفكارٌ تُطرح وتمثّل تلوثاً فكرياً خطير الأثر على مجتمعات المسلمين، ذلك أن الإنسان مجهز لاستقبال المؤثرات من حوله والإنفعال بها والاستجابة لها، وكمّا أنّه مستعد بحسب تكوينه الذاتي للرقي والارتفاع، فإنه مستعد كذلك لأن ينحطّ إلى أدنى من دركات الحيوان البهيم، يقول الله تعالى فيمن حادوا عن طريق الهدى وتنكبوا الصراط المستقيم: (أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ). الأعراف 179. ومن العوامل المؤثرة في ارتفاع أو هبوط الإنسان ما يتلقى من تربية، وما تشيع البيئة حوله من مؤثرات، وما يشتغل به، ويوجه عبره غرائزه. ومن أخطر ما يواجهنا في هذا العصر هذه الملوثات الفكرية التي تشكّك في الدين، وتهز الثوابت، وتفسد الأخلاق، وتنشر الرذيلة عبر وسائل الاتصال في وقتنا الحاضر، والتي أُسئ استخدامها أيما إساءة. وما الحديث عن قضية المرأة التي تثار هنا وهناك، والمطالبة بحريتها المزعومة ونفيها عن أسباب الصيانة إلا أحد الأبواب الواسعة لإشاعة الرذيلة في المجتمع. المرأة أمام التحديات: إنّ المرأة تمثّل ثغراً من ثغور الفضيلة؛ ففي حفظها حفظٌ للفضيلة، وصيانة للنشء، وفي إفسادها إفسادٌ وتضييعٌ للمجتمع. وإن مما يؤسف له أن كثيراً من هذه الدعوات صار يحمل لواءها بعضُ أبناء المسلمين، وهذا نتيجة للغزو المبكر لبلاد المسلمين، والذي سعى منذ البداية إلى تخريج جيل بعيد عن الدين، قد أُشربَ الولاء للغرب وقيمه وأنماط حياته، وذلك عن طريق المدارس الأجنبية (التنصيرية) التي تفتح في بلاد المسلمين. جاء في تقرير إحدى اللجان التابعة للمؤتمر التبشيري الذي عقد عام 1910م: "إن معاهد التعليم الثانوية التي أسسها الأوروبيون كان لها تأثيراً على حل المسألة الشرقية يرجح على تأثير العمل المشترك الذي قامت به دول أوروبا كلها". وفي هذه المدارس تخرجت أجيال من أبناء المسلمين أو بالأحرى من متعلميهم ومثقفيهم متأثرة بضرب هذا الغزو المنظم، متطلعة إلى الأفق الغربي تستلهمه الرشد وترى فيه النموذج والمثل الأعلى، وتتشرب في نهم أنماط حياته سلوكاً وفكراً، بلا فحص، ولا بصيرة، ولا رأي سديد" . وإذا أضفنا إلى ذلك البعثات التي كانت تتقاطر على الدول الأوروبية من أبناء المسلمين الذين يستكملون تعليمهم العالي، كانت هذه نهاية المطاف في الإجهاز على بقايا الإسلام في نفوسهم وطباع الشرق وعاداته، حيث لا يرجعون في الغالب إلا وقد تأثروا بوجهة الغرب وفلسفته، وبذلك أصبحوا رصيداً في حساب أعداء الإسلام بالسلوك والتربية والعادات الجديدة. وقاسم أمين يُعدُّ واحداً من رواد تحرير المرأة في مصر، وهو نموذج لهذا الغزو، يقول د. عبدا لستار فتح الله: "قاسم أمين كان نموذجاً لما يمكن للغزو الفكري وللتعليم الأجنبي أن يفعلاه في النفوس من خلع ولائها لأصلها، وفصل مشاعرها عن ظروف أمتها". والتعليم كان أحد أخطر ميادين الغزو الفكري وأعمقها أثراً، إلا أن ميادين الغزو الفكري تعددت بأسلحته المتنوعة: "الفكرة والكلمة، والرأي والحيلة، والشبهات والنظريات، وخلابة المنطق، وبراعة العرض، وشدة الجدل، ولدادة الخصومة، وتحريف الكلام عن مواضعه" والقصة والصورة والقيم. ولقد كان لهذا الغزو من الآثار السيئة في زعزعة المسلمين عن دينهم ما لم يستطعه الغزو العسكري على مدى قرون عديدة. وقال سبحانه: (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ).البقرة 217 . ومعنى الفتنة في الآية على ما نقل القرطبي عن الجمهور: "فتنة المسلمين عن دينهم حتى يهلكوا". "وكان المشركون يفتنون المسلمين عن دينهم بإلقاء الشبهات وبما علم من الإيذاء والتعذيب" . ولهذا عقّب تعالى على هذا بقاعدة تمثل قانوناً من قوانين الصراع بين الإسلام والجاهلية على مر العصور فقال تعالى: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا).البقرة217. والقتال المذكور هنا عام يراد به ما وقع فعلاً من أساليب المشركين في محاولة صد المسلمين عن دينهم بالتعذيب والإيذاء أو التضييق عليهم في أرزاقهم أو تشريدهم في البلاد أو ضربهم بالشبهات وأنواع التشكيك، وما هو محقّق الوقوع في الغد القريب من الحرب المسلحة التي شنها المشركون على المسلمين بعد نزول الآيات، ثم ما يشابه ذلك ويشاكله إلى يوم القيامة . فهذه التحديات التي يُجابه بها المسلمون في هذا العصر طرف من المعركة التي تركت آثار في بلاد المسلمين. بعض آثار التحديات التي تواجه المرأة المسلمة: وسأقف هنا مع بعض الآثار البارزة لتلك التحديات: 1- فقدان الهوية: لكل أمة شخصيتها المميزة التي تتفرد بها عن غيرها، وهذه الشخصية تنبع من العقيدة التي تدين بها الأمة وما يتبع ذلك من خلق ومنهج وسلوك. وكل أمة واعية تحرص على هذا التفرد، وتنأى بنفسها عن أن تكون عرضة لفقد عناصر تميزها، وأن تصير تابعاً ذليلاً لغيرها. والغزو الفكري وعملية التغريب هدفها أن تستسلم الأمة المسلمة للثقافة والحضارة الغربية، فتذوب الشخصية المسلمة وتقبل الفناء والتلاشي في بوتقة أعدائها "بحيث لا ترى إلا بالمنظور الغربي، ولا تعجب إلا بما يعجب به الغرب، ولا تعتنق من الأفكار والمناهج إلا ما هو مستورد من الغرب، وتبتعد عن قيمها وعقائدها وأخلاقها المستمدة من شريعة الإسلام وتتنق هذه الديانة الجديد التغريبية" . والناظر إلى حال المجتمعات المسلمة يجد وللأسف أن عملية التغريب والغزو الفكري الموجه إلى المجتمعات المسلمة نجحت إلى حد بعيد في محو ملامح تلك الشخصية والعبث بمقوماتها. والناظر في حال المرأة المسلمة – خاصة – مربية الأجيال وحصن الفضيلة يروعه "فقدان المرأة المسلمة لهويتها الإسلامية وتمييز شخصيتها، وسحب قدر كبير من انتمائها لدينها" . حتى ضمر الفارق في الاهتمامات والممارسات في كثير من بلاد المسلمين بين المرأة المسلمة والمرأة الغربية . ولو أردنا أن نعقد مقارنة بين الملامح البارزة لشخصية المرأة المسلمة في ضوء الضوابط الشرعية، وبين ما آل إليه حال المرأة المسلمة في كثير من بلاد المسلمين لهالنا الفرق وبعد الشقة بين المثال والواقع. فشعار المرأة المسلمة الظاهر هو الحجاب بالصفة التي حددها الشرع، يقول الله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ). النور 31. وهذا أمر من الله لنساء المؤمنين أن يلقين بالخمار إلقاء محكماً على المواضع المكشوفة؛ وهي الرأس والوجه والعنق والنحر والصدر، خلافاً لما كان عليه نساء الجاهلية من سدل الخمار من ورائها وتكشف ما هو قدامها. ونهاها تعالى - لكمال الاستتار - عن الضرب بالأرجل حتى لا يصوّت ما عليها من حلى فتعلم زينتاه بذلك فيكون سبباً للفتنة بها. قال تعالى: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ). النور: 31. ونهاها الله تعالى عن التبرج فقال سبحانه: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى).الأحزاب 33. والتبرج يكون بعدة أمور: • يكون التبرج بخلع الحجاب، وإظهار المرأة شيئاً من بدنها أمام الرجال الأجانب عنها. • ويكون التبرج بأن تبدي المرأة شيئاً من زينتها المكتسبة. • ويكون التبرج بتثنّى المرأة في مشيتها وتبخترها وترفّلها وتكسّرها أمام الرجال. • ويكون التبرج بالخضوع بالقول والملاينة بالكلام. • ويكون التبرج بالاختلاط بالرجال وملامسة أبدانهن أبدان الرجال، بالمصافحة والتزاحم في المراكب والممرات الضيقة ونحوها . ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة والسفر بغير محرم: "لا يخلونّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم" . "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم لها" . فما نصيب المرأة المسلمة من هذه الضوابط التي أوجبها الله تعالى عليها؟!. إن أكثر النساء المسلمات بعيدات كل البعد عما شرع الله تعالى وأوجب عليهن. لقد صارت المرأة تخرج في كثير من بلاد المسلمين حاسرة الرأس، مكشوفة الصدر والساقين، متزينة متعطرة متبرجة، تخالط الرجال، وتزاحمهم في كل مكان وميدان. بل قد بلغ ببعضهن النأي عن أوامر الله سبحانه والإمعان في تقليد المرأة الغربية الكافرة إلى حدّ العري على الشواطئ بلا حياء، والأعتى من ذلك والأمرُّ أن بعض النساء تفخر بهذه التبعية والانسلاخ عن أوامر الله وتعدّه تقدماً ومدنية، تقول إحداهن – وهي فتاة تركية – في بعض الموانئ الإنجليزية: "إننا نعيش اليوم مثل نساءكم الإنجليزيات، نلبس أحدث الأزياء الأوروبية، ونرقص وندخن ونسافر وننتقل بغير أزواجنا". ومن لم تصل إلى هذه الدرجة ولا يزال المكر بها في أول الطريق فقد تدخلت الموضة في عباءتها وحجابها حتى أفقدتها غايتها من الستر والحشمة "وأصبحت العباءة رمز لإبداء الزينة وإظهار الفتنة وإبراز المفاتن والمحاسن. فهناك تفنن في إدخال بعض النقوش والزخارف والتطريزات، وهناك شفافية في نوع القماش وظهور ألوان متعددة على جوانب العباءة وأطرافها، وهكذا أصبحت العباءة رمزاً للموضة والفتنة" . وهذا التدرج في الإخلال بشروط الحجاب طريق إلى نزع الحجاب كما حدث في كثير من بلاد المسلمين، حتى انسلخت المرأة عن دينها وفقدت هويتها الإسلامية. سئل حذيفة رضي اله عنه: "في يوم واحد تركت بنو إسرائيل دينهم؟! قال: لا، ولكنهم كانوا إذا أمروا بشيء تركوه، وإذا نهوا عن شيء ركبوه حتى انسلخوا عن دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه).

شخصية المرأة المسلمة 1- علاقة المرأة المسلمة بربها الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، لقد أذهلني ما رأيت من تخلف المرأة المعاصرة المنتسبة للإسلام عن المستوى السامي الوضئ الذي أراد الله أن تكون فيه وليس بينها وبين بلوغ ذلك المستوى العالي إلا أن تعكف على معرفة شخصيتها الأصلية التي صاغتها نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة -وجعلت منها امرأة راقية متميزة بمشاعرها وأفكارها وسلوكها ومعاملاتها- وجعلت ذلك فيها ديناً يجب أن تعض عليه بالنواجذ. وإن بلوغ المرأة ذلك المستوى الرفيع لأمر بالغ الأهمية في حياة الإنسانية عامة، لما للمرأة من أثر كبير في تربية الأجيال وصناعة الأبطال وغرس الفضائل وتثبيت القيم وتغير الحياة بالحب والمودة والرحمة والجمال، وملء البيوت بالأمن والراحة والسكن والرضا والاستقرار. المرأة المسلمة هي المرأة الوحيدة المهيأة لإشاعة ذلك كله في دنيا المرأة المعاصرة المتعبة المكدودة، المرهقة من لغوب الفلسفة المادية ونقب الحياة الجاهلية التي عمت المجتمعات الشاردة عن هدى الله -تبارك وتعالى-. وذلك بمعرفتها نفسها وإقبالها على مكوناتها الذاتية ومناهلها الفكرية النقية وصياغة شخصيتها الصياغة الأصلية التي ارتضاها لها الله ورسوله، وميزها بها على نساء العالمين. ومن تدبر نصوص الكتاب والسنة رأى أن رحمة الله بالمرأة المسلمة كانت كبيرة -إذ انتشلها بالإسلام من الهوان والضعف والذل والوأد والتبعية المطلقة للرجل- ورفعها إلى علياء الأنوثة العزيزة المكرمة المصونة، وجعلها مستقلة بمالها إن كانت ذات مال -مساوية للرجل في الكرامة الإنسانية والتكاليف الشرعية- لها حقوق وعليها واجبات كما للرجل حقوق وعليه واجبات، وهي والرجل سيان أمام الله -عز وجل- في ثوابه وعقابه. ولم يقتصر فضل الإسلام على المرأة بنقلها هذه النقلة الهائلة من التخلف والذل والضياع إلى علياء التقدم والعزة والأمن والكفاية، بل عني عناية بالغة أيضاً بتكوين شخصيتها تكويناً شاملاً في كل جانب من جوانب شخصيتها الفردية والأسرية والاجتماعية، بحيث غدت إنساناً راقياً جديراً بالاستخلاف في الأرض. فكيف كون الإسلام شخصيتها؟ وكيف بلغ في هذا التكوين المبلغ الرفيع الذي لم تبلغه المرأة في تاريخها إلا في هذا الدين؟ أولاً: المرأة المسلمة مع ربها: ـ مؤمنة يقظة: فإن من أبرز ما يميز المرأة المسلمة إيمانها العميق بالله، وعقيدتها النقية الصافية التي لا تشوبها شائبة من جهل أو خرافة أو وهم -فعندها يقيناً جازماً بأن ما يجرى في هذا الكون من حوادث وما يترتب عليه إنما هو بقضاء الله وقدره- وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه. وما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يسعى في طريق الخير ويأخذ بأسباب العمل الصالح في دينه ودنياه متوكلاً على الله حق التوكل مسلماً أمره لله موقناً أنه فقير دوماً لعونه وتأييده وتسديده ورضاه. وهذا الإيمان العميق يزيد شخصية المرأة المسلمة قوة ووعياً ونضجاً فإذا هي ترى الحياة على حقيقتها دار ابتلاء واختبار ستعرض نتائجها في يوم آت لا ريب فيه. قال -تعالى-: (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(الجاثية:26). وقال -تعالى-: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)(المؤمنون:115). ولن يعزب عن رب العزة والجلال في هذا اليوم مثقال حبة من خردل. قال -تعالى-: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(الأنبياء:47). فإذا تأملت المرأة المسلمة معاني هذه الآيات أقبلت على ربها إقبال الطائعات المنيبات الشاكرات، وتعد لآخرتها في هذا اليوم ما تستطيع من الأعمال الصالحات. عابدة ربها: لابد أن تقبل المرأة المسلمة الصادقة على عبادة ربها بهمة عالية -لأنها تعلم أنها مكلفة بالأعمال الشرعية التي فرضها الله على كل مسلم ومسلمة- ومن هنا فهي تؤدي فرائض الإسلام وأركانه أداءً حسناً، لا ترخص فيه ولا تساهل ولا تفريط. تشعر بمسئوليتها عن أفراد أسرتها: لا تقل مسئوليه المرأة المسلمة عن أفراد أسرتها أمام الله -عز وجل- عن مسئولية الرجل، بل قد تكون مسئوليه المرأة في بعض الجوانب أكبر من الرجل لما تعلم من خفايا حياة أولادها الذين يعيشون معها وقت أطول، وقد يطلعونها على ما لا يطلعون عليه الأب. فالمرأة المسلمة الواعية تشعر بهذه المسؤولية كلما سمعت قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) متفق عليه. همها مرضات الله -تعالى-: فهي تطلع دوماً في أعمالها إلى مرضات الله -عز وجل- وتزنها بهذا الميزان الدقيق -فما رضي الله عنه فعلته- وما لم يرضى الله عنه أعرضت عنه وكرهته، وإذا وقع التعارض بين ما يرضي الله -عز وجل- وما يرضي الناس فإنها تختار مرضات الله بلا تردد ولو أسخط الناس، مستهدية في ذلك بهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- القائل: (من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)(رواه الترمذي وصححه الألباني). تعمل على نصرة دين الله -عز وجل-: فمن أجل الأعمال التعبدية التي تقوم بها المرأة المسلمة هو نصرة دين الله في واقع الحياة، والعمل على تطبيق منهجه في حياة الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، فهي تشعر في أعماقها أن عبادتها تبقى ناقصة إذا هي قصرت في هذا الجانب الحيوي من حياتها وحياة المسلمين جميعاً، إذ به يتحقق الهدف الكبير الذي خلق الله الجن والإنس من أجله، وهو إعلاء كلمة الله في الأرض والذي به وحده تتحقق عبادة البشر لله (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ)(الذاريات:56). ولاؤها لله وحده : فالمرأة المسلمة لا يكون ولاؤها إلا لله لا لأحد غيره، ولو كان زوجها أو أبيها وهم أقرب الناس إليها، ونجد قمة هذا الولاء في صنيع أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان -رضي الله عنهما- عندما زارها أبوها وهم بالجلوس فما راعه إلا إن راءها وثبت على الفراش فختطفته وطوته عنه- فقال يا بنية ما أدري أرغبتي بي عن هذا الفراش أم رغبتي به عنى؟ قالت: بل هو فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنت رجل مشرك فلم أحب إن تجلس عليه تقوم بواجب الأمر عن المعروف والنهى عن المنكر: وهذا من تكريم الإسلام للمرأة عندما كلفها بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد بوأها مكانة اجتماعية وإنسانية عالية -إذ جعلها لأول مرة في التاريخ آمرة وما كانت تعرف في غير دين الإسلام إلا مأمورة وقال -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(التوبة:71).

سمات المرأة المسلمة المعاصرة, والتحديات التي تواجهها د. أحمد الغامدي | 8/1/1429 هـ أولاً: المقدمة: الحمد لله ما أشرق صباح، وما غرد بلبل صداح، الحمد لله ما انساب نهر، وما أورق شجر، وما تلألأ نجم وقمر، والصلاة والسلام على الخليل المجتبى، والرسول المصطفى محمد وعلى آله وصحبة أجمعين، أما بعد: فإن هذه محاضرة بعنوان: (سمات المرأة المسلمة المعاصرة، والتحديات التي تواجهها). ألقيت على مسامع أخواتنا الفاضلات، في كلية التربية للبنات بالباحة، الأقسام الأدبية يوم الاثنين الموافق: 13/2/1427هـ وحيث إنها لاقت استحسان ثلة من المستمعات، عمدت إلى كتابة أطرافها، رجاء أن ينفع بها من تراها من أخواتي المسلمات الكريمات. أهمية المحاضرة: إن هذه المحاضرة بعنوانها الكريم تأخذ أهمية قصوى تبرز عبر الآتي: 1. إن المستهدف بها هو النصف الآخر من المجتمع، والذي يلد النصف الآخر، تمثله النخبة المتعلمة من أخواتنا الموفقات. 2. إنها تعالج محورين شموليين، كل واحد منهما حري بالبحث والدراسة العلمية، والتربوية والاجتماعية الرصينة. 3. تركيز المؤسسات التغريبية بقيادة الصهيونية العالمية، ومؤسسات الاحتلال، وعملاؤهم على عنصر المرأة الآن، باعتبارها كما يزعمون صيداً سهلاً، فاعلاً في الحياة سلباً، غفل عنه مخططو الحروب الصليبية السابقة. 4. إن سمات المرأة المسلمة المعاصرة أخذت بعض أبعاد، هي بحاجة ماسة إلى مراجعات، في ضوء ثوابتها الشرعية. 5. إن بعض أوساط نسوية قلة في مجتمعنا، تجاوبت وبشدة مع دعوات تحريرية؛ علمانية لبرالية وجودية ذرائعية نفعية مادية شهوانية. ثانياً: محاور المحاضرة: المحور الأول: المرأة المسلمة المعاصرة والثوابت: مما لا يشك فيه عند كل مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن هناك ثوابت شرعية ترسم حياة الناس عموماً، ومن ذلك حياة المرأة على الخصوص وهي في الجملة كالآتي: 1. اليقين التام بأن المرأة مخلوقة لله تعالى مكلفة مأمورة بعبادته وحده دون سواه كما أراد هو جل وعلا لا كما أرادت هي قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}الأعراف54 وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}الذاريات56 2. اليقين التام بأن القرآن الكريم والثابت من السنة النبوية والإجماع الصادق والقياس المنضبط بشروطه هي مصادر التشريع في حياة المرأة المسلمة المعاصرة وأنها الدالة على الخير والسعادة في الدنيا والآخرة والتي يجب التسليم والانقياد لها محبة ورغبة وإجلالاً كما قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}النساء65. 3. اليقين التام بأن هذا الدين هو الخاتم الذي لا دين بعده، وأنه الحق الذي لا يسع أحد غيره، وأنه صالح لكل زمان ومكان في الاعتقاد والتشريع وشؤون الحياة النسوية بعامة. وأن ما سواه جاهلية مقيتة كما قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}المائدة50. 4. اليقين التام بأن الصورة التطبيقية لحياة المرأة المثالية هي ما كان عليه أمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن وأرضاهن. وعليه فإن المرأة المسلمة المعاصرة في اعتقادها وعباداتها ومعاملاتها وسلوكياتها بين أمرين: الأول: إمكانية أتباع أمهات المؤمنين في ذلك كله أم لا فإن أمكنها ذلك فلا يخلو إما أن يكون المقتدى فيه واجب أم مستحب أم مباح فإن كان واجباً فالإقتداء فيه واجب وإن كان مستحباً فالاقتداء فيه مستحب وإن كان مباحاً مما لم يرد فيه أمر ولا نهي فإنها تفعل ما تراه أقرب إلى سمات الصحابيات رضي الله عنهن جميعاً. ثانياً: إن كان مما لا يمكن الاقتداء فيه بالصحابيات مما هو محدث من المخترعات والوسائل الحديثة التي لم تكن في عهد الصحابيات والصالحات من بعدهن فإن المرأة المسلمة المعاصرة تقدم درء المفاسد على جلب المصالح، وتستفتي العلماء الراسخين في العلم المشهود لهم بالعدالة والصيانة والديانة، فإن لم يكن ذلك استفتت قلبها فما حز في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الآخرون تدعه. ففي الصحيح قال _صلى الله علية وسلم_: "... من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه". 5. اليقين التام بأن جميع المناهج الوضعية مهما زينها أصحابها بالشهوات والشبهات هي مزاحمة للشريعة الربانية لا يجتمع في قلب مسلمة حبها وحب الشريعة أبداً، وأن تلك المناهج قاصرة جائرة متناقضة كما قال تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}النساء82 وعلية فإن ما في تلك المناهج من خير فإن الشريعة قد سبقت إلية فالله أعلم بمصالح عباده من أنفسهم، قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}الملك14. 6. اليقين التام بأن ما شرعه الله من حقوق للمرأة هو قمة العدل والإحسان حيث ساوى بين الرجل والمرأة فيما يمكن فيه التسوية والاشتراك ومايز بينهما فيما يوجب ذلك باعتبار الخلقة والاستعدادات النفسية والجسدية قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}النحل90. 7. اليقين التام بأن ما لم يكن ديناً على عهد الرسول صلى الله علية وسلم لا يكون ديناً الآن حيث إن المرأة المسلمة عاشت أحقاباً من الدهر إلى زمننا هذا لم تعرف الدعاوى الباطلة الآثمة التي تنازع الله _جل وعلا_ في أمره ونهيه وقدره باسم الحرية وحقوق المرأة. 8. اليقين التام بأن الخير والشر في صراع دائم إلى قيام الساعة وأن المرأة المسلمة المعاصرة في معركة دائب مستعر أوارها، وعلية فإن أعداء الله تعالى ما برحوا يوجدون الخصومة بين المرأة والرجل والمرأة وكتاب ربها تعالى وهذا خلاف الحقيقة الصادقة. قال الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ}البقرة228. 9. إن ما نال المرأة من ظلم واستبداد قديماً وحديثاً ترفضه الشريعة الإسلامية وتنكره أشد النكير وتوجب تغييره، فكيف تلام وهي التي حمت حمى المرأة قديماً وحديثاً. 10. إن المرأة المسلمة المعاصرة محاسبة على أعمالها إن خيراً فخير وإن شراً فشر قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}الزلزلة8 المحور الثاني: المتغيرات في حياة المرأة المسلمة المعاصرة الآن: إن حياة المرأة المسلمة المعاصرة الآن وفي نواحي شتى لم تعد تلك الحياة البسيطة السهلة كما كانت لأخواتها من ذي قبل، بل طرأ عليها متغيرات عدة مركبة، ساهمت إلى حد بعيد في ملامح شخصيتها، و من أبرزها الآتي: 1. خفاء جملة وافرة من أحكام الشريعة الإسلامية ذات المساس بحياة المرأة باطناً وظاهراً. 2. الميل الشديد إلى الترف ومحاكاة الآخرين، ولا ريب أن الترف مذموم شرعاً لما يحدثه من بطالة ودعة وسكون انعكست على الروح بالضنك والشقاء النفسي، وعلى الجسد بالخمول والترهل والأمراض العصرية الفاتكة، ناهيك أختي الفاضلة عن استجابة المترفات إلى محاكاة الآخرين حتى أصبحت إحداهن صورة طبق الأصل للسافرات الماجنات، بل تعدى الأمر إلى التشبه بالفساق من الرجال. وقد نهيت المرأة عن ذلك كما في الصحيح: "من تشبه بقوم فهو منهم" وقوله صلى الله علية وسلم: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال". 3. سيطرة النزعة المادية النفعية على كثير من مناشط الحياة النسوية، فلم تعد المنفعة الأخروية حافزاً قوياً عند بعض النساء كما كانت عند الصحابيات رضي الله عنهن، ولا شك أن ذلك استجابة قوية للوجه الاجتماعي للعلمانية حيث إنها لا تؤمن بالغيب ولا بموعود الله جل وعلا لأوليائه في الآخرة، كل ذلك جعل فئات من النساء تمارس سلوكيات وسمات غير محمودة شرعاً. والله تعالى يقول: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى}الضحى4. 4. ثورة الوسائط المعلوماتية المتعددة في العلم والثقافة والتربية والاجتماع بما تحمله من توجهات فكرية وسلوكية متباينة على المجتمعات، و قد لحق المرأة المسلمة المعاصرة نصيب وافر مما هو مؤثر في حياتها سلباً، لذا كان لا بد لها أن تقف بحزم وشجاعة إيمانية تنتقى من تلك الوسائط النافع في حياتها ومعادها، ففي الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنة صحيفة من كتاب اليهود فغضب النبي صلى الله علية وسلم وقال: "أفي شك منها يا ابن الخطاب والله لقد جئت بها بيضاء نقية ولو كان أخي موسى حياً ما وسعة إلا أن يتبعني". 5. ما أحدثته الآلة بعد الثورة الصناعية من وفرة الإنتاج وجودة عالية في المنتج مما ساهم بشدة في اختزال الوقت والجهد السابق إلى نسبة عالية، كل ذلك استدعى برامج حياتية نسائية جديدة تميل إلى الترفه والنزهة والراحة واللهو، لذا يجب على المرأة المسلمة المعاصرة إعادة النظر في الإفادة من وقت الفراغ واستحداث برامج عقلية وجسدية نافعة في الحياة الدنيا والآخرة. المحور الثالث: سمات المرأة المسلمة المعاصرة: إن الله تعالى بعلمه وحكمته وقدرته البالغة قد رسم للمرأة المسلمة سمات تتميز بها عن غيرها سواء في الباطن أم الظاهر، وإن الناظرة المنصفة لتلمح ذلك في الكتاب العزيز والسنة النبوية الصحيحة من أول وهلة، وكل هذه السمات على وجه الإجمال دائرة بين العدل والإحسان، وأما على شيء من التفصيل فهي كالآتي: السمة الأولى: (الوسطية): وهي العدالة والخيرية، والوقوف وسطاً بين طرفي الإفراط والتفريط، الذي هو العدل، وفعل الخير والحسن في كل شيء الذي هو الإحسان. قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}البقرة143 وتتمثل هذه الوسطية في الاستقامة على طريق الحق، باجتناب ما هو محذور ديناً، وتسوية الحقوق بين المستحقين في حقوقهم، وبذل الحقوق الواجبة للغير، وأخذه دون زيادة، وفصل الخصومات على ما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله علية وسلم لا الحكم بالهوى و الرأي المجرد. ويشمل العدل كل مجال من عقائد وشرائع وتعامل مع الناس بامتثال الحق وترك الظلم والإنصاف من النفس وإعطاء الحقوق. قال الله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ}الأعراف29 والعدل هنا هو أدني مراتب الوسطية، وأما أعلاها فهو الإحسان الذي يشمل العدل ويزيد عليه، إذ العدل أن تأخذ المرأة المسلمة المعاصرة ما لها وتعطي أكثر مما عليها، والعدل يكون في الأحكام، والإحسان يكون في المكارم. وكلا الأمرين مأمورة به المرأة المسلمة المعاصرة كما قال تعالى:{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}النحل90. هذا وإن للإحسان معان باعتبار السياق الذي يرد فيه في الكتاب والسنة وتلك المعاني هي كالأتي: المعني الأول: أن يقترن بشيء من حقوق الله تعالى وما يجب له من العبادة، فيكون المراد به ما عرفه به النبي صلى الله علية وسلم عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان فقال: "أن تعبد الله كأنك تراه" والمعنى عبادة المسلمة ربها في الدنيا على وجه الحضور والخشوع، والمراقبة، والإتقان، وهي على حالة من الإخلاص والمتابعة حتى يغلب عليها وكأنها تشاهد الله تعالى بقلبها لا بعيني رأسها، فإذا حصل لها ذلك فإنها لا تدع شيئاً مما تقدر عليه إلا فعلته دون تكلف ودون روية. ففي الصحيح عن النبي صلى الله علية وسلم: "اعبد الله كأنك تراه". المعنى الثاني: أن لا يقترن لفظ الإحسان في الكتاب والسنة بشيء من حقوق الله تعالى أو ما يجب له من الطاعة مطلقاً، فيكون المراد به: فعل ما ينبغي فعله من الإنعام على الغير، وما تصير به الفاعلة حسنةً في نفسها وعملها. وهنا تجد الباحثة المدققة من أخواتي المسلمات المعاصرات أن النصوص الكريمة الواردة في الإحسان والعدل تشكل علاقة المسلمة المعاصرة بربها جل وعلا، وأنها علاقة عبودية له دون غيره بكمال الطاعة وإتقانها وإخلاصها له تعالى على أكمل وجه تقدر عليه في جمال الظاهر والباطن وكأنها تراه جل وعلا بقلبها قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}الإسراء7. كما تشكل علاقتها بقرابتها الأدنيين وهم الوالدان، والزوج، والأولاد، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى}البقرة83. وتشكل علاقتها بقرابتها الأبعد وهم الإخوان والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات وأبناؤهم وبقية الأنساب والأصهار والآية الأولى تصلح دليلا على ذلك. وتشمل الإحسان إلى من سوى أولئك من المسلمين الجيران والأخوات في الله تعالى وبقية أفراد المجتمع الذي تعيش فيه لا سيما الفقراء واليتامى والأرامل والمساكين وابن السبيل والمماليك قال الله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}النساء36. كل ذلك تفعله المؤمنة تواضعاً دون اختيال أو تكبر. ابتغاء مرضات الله تعالى لا لعوض من الدنيا. وتشكل العلاقة مع غير المسلمين ممن لم يحمل السلاح على الإسلام والمسلمين كما قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}الممتحنة8 وتشمل المرأة المسلمة المعاصرة بعدلها وإحسانها غير الإنسان كالملائكة الكرام عليهم السلام، فلا تكشف شيئاً من عورتها، ولا يشم كريهاً من رائحتها، ولا تقيم على معصية لله تعالى، وكذا تشمل بالإحسان النباتات والحيوانات والجمادات وغيرها، كما قال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}الأعراف56. إن المرأة المسلمة المعاصرة إذا استطاعت تحقيق سمة الوسطية في الباطن بالإيمان بالله تعالى، والإخلاص له، واتباع الكتاب والسنة الصحيحة، بعد العلم بهما، ومراقبة الله تعالى، والصبر بجميع أنواعه، والتأمل والتفكير والتدبر في آيات الله المنظورة والمقروءة، والخوف من عذاب الله تعالى، والخشية له، وعلو الهمة والعزم فيما يقرب إلية سبحانه، والتوكل عليه والتواضع للمؤمنين والزهد فيها يؤخرها عن الدار الآخرة، ومحبة الله تعالى ومحبة ما يحبه، والرجاء فيما عنده، والتقوى مما يسخطه، والخشوع بين يديه، وتعظم شعائره وأمره ونهيه، وحسن الظن به، والفرح بفضله ورحمته، وموالاة أولياءه ومعاداة أعدائه، واليقين بما أخبر به وأعده لمن أطاعه وعصاه، والإحسان إلى النفس بدوام تزكيتها وشدة محاسبتها ثم أعقبت ذلك بسمات الوسطية في الظاهر بكثرة تلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، وحمده وشكره، ودعائه والصدق في الحديث، والاستقامة على الأمر والنهي، والطاعة المطلقة لله ورسوله، وعمل الصالحات، والمسارعة والمسابقة والمنافسة في الخيرات، وتطهرت من النجاسات، وإقامة الصلوات، وأطالت القنوت، وآتت الزكاة وتصدقت وأنفقت في سبيل الله، وصامت الفرض واتبعته بالنوافل، وحجت البيت واعتمرت، وهجرت السوء، وأحسنت إلى نفسها بالطيبات من المأكل والمراكب والمساكن والمناكح، وكانت شجاعة في قول الحق لا تخاف في الله لومه لائم، قائمة بالعدل، تدعوا إلى الله تعالى، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ناصحة توصي بالخير، ساعية بالإصلاح بين الناس، محسنة إلى والديها وزوجها وأقاربها والضعفة من المسلمين، حسنة الخلق والمعاملة والمعاشرة لكل أحد، تكظم الغيظ، تعفو وتصفح عن المسيء، متحلية بالحلم، والرحمة والأمانة، عفيفة حيية، سمحة، تستأذن فيما يستأذن فيه. إن المرأة المسلمة إذا فعلت ذلك كله ابتغاء مرضات الله تعالى وكأنها ترى الله تعالى بقلبها حين فعله فقد استكملت الوسطية بحذافيرها وهي القدوة في عبادتها لربها. السمة الثانية: (الشمولية والتوازن): إن المرأة المسلمة المعاصرة شمولية متوازنة في تعاطيها مع الحياة والتكاليف جميعاً، ترى صورة الحياة كاملة، بكل ما تحويه من تنوع وألوان، تضرب بسهم وافر في كل فضيلة، لا تلهيها طاعة عن طاعة، ولا فضيلة عن فضيلة، تأخذ بكتاب ربها جميعاً، كما قال تعالى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}البقرة85. وهي متوازنة لا تضخم جانباً من حياتها على الآخر، تزن الأمور بموازين الشريعة، فلا تقدم النوافل على الفرائض، ولا المباح على النوافل، تأخذ بحضها من العبادة والترويح المباح، لا توغل في زينة الظاهر دون الباطن، بل تجمع بين صلاح الباطن والظاهر. السمة الثالثة: (الواقعية): إن المرأة المسلمة المعاصرة واقعية في تصوراتها وقدراتها لنفسها والآخرين، فهي لا تنزع إلى المثالية التي لا يمكن تطبيقها في واقع الحياة، لعلمها أن تلك الواقعية حماية لها من الوقوع في براثن الأمراض النفسية والجسدية، ولما تراه في النساء اللواتي جنحن إلى الخيال المفرط فأرهقن أنفسهم وأجسادهن، وحملن المحيط الأسرى من حولهن أعباء جسيمة، كانت سبباً في الشقاء وتقطع أواصر المودة، كل ذلك قد تجره نظرات إلى من فاقها قدره مالية أو خلقية، ناسية أن الله تعالى يبتلى عبادة بالخير والشر، وأنه قسم بين الناس معايشهم وأرزاقهم، فعلى المرأة المسلمة المعاصرة أن ترضى عن الله تعالى بالصورة التي خلقها عليها، وبالزوج الذي قدره لها، وبالأولاد الذين هم نصيبها من الدنيا، ولا تنظر إلى من فوقها حتى لا تزدري نعمة الله عليها كما قال تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}النساء32. وهي كذلك واقعة في طروحاتها للآخرين تراهم بشراً يخطئون ويصيبون، تأهب خطأ الناس لصوابهم، تخالطهم وتصبر على أذاهم، تقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، بعبارة لطيفة، متفائلة بخير لمستقبلها ولمستقبل مجتمعها بعامة. السمة الرابعة: (الإيجابية): إن المرأة المسلمة المعاصرة ايجابية مبادرة لا تنتظر الأوامر من أحد ما دام أن ذلك فضيلة، تصنع الظروف المناسبة لتفوقها، كما قال يوسف علية السلام كما حكي الله عنه: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}يوسف55. لا يمنعها إن تعثرت مرات في الأداء، بل تجعل الإخفاق سبيلا إلى النجاح في التغيير والإصلاح المحمود، ولعلة من المناسب أن أطرح على أختي الفاضلة سؤالاً: أين إيجابيتك ومبادرتك الاجتماعية بالمشاركة الفاعلة في محاضن التربية والتعليم والعمل الاجتماعي في محيطك الجغرافي؟ وكم فكرة ايجابية بادرتي بتسجيلها لنفسك في جمعيات البر الخيرية، ودور التحفيظ واللجان الاجتماعية؟ ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام إن المرأة المسلمة المعاصرة مغامرة ترى الحياة فرصة واحدة، تسعى بكل ما أوتيت من قدرات روحية وجسدية إن لا يسبقها في الفضائل أحد، فهي لا تنظر إلى أطراف أقدامها بل، هامتها مرفوعة إلى السماء، تصعد لتأخذ مكانها فوق الثريا، طلقت الدعة والراحة والسكون، وأتعبت في ذات الله نفسها، مجاهدة صابرة، وفارسة أصيلة، حاضرة في كل ميدان مبارك، رائعة في صرختها لأخواتها تنادي بصوت كله حنو ومودة البدار البدار، من هاهنا الطريق أختاه. إنها حارسة يقظة على الفضيلة، لا يطمع فيها العدو ولا ييأس من برها المجتمع. السمة الخامسة: (العلمية): إن المرأة المسلمة المعاصرة تعتقد أن دراساتها، فيما يتلاءم مع فطرتها وفي التخصص المرغوب لديها مما تقدر عليه، يخدمها ومجتمعها، تراه حقاً واجباً عليها، فهي متوثبة دائما تبحر في خلجانه وتخاطر بنفسها في بحارة ومحيطاته، وتغوص في أعماقه لا تسأم لقط دره وجمع كنوزه، ولا تفتر في كتابته، ولا تلين لها قناة في تحصيله، مهما لاقت من العنت والمشقة والحرمان في الاشتغال به، إنها تتلذذ في مكابدته وتستمتع بالسهر في مذاكرته، حتى غدت مستودع علمه وكنز معرفته، لا تغيب عنها أصولة، ولا تشرد عنها فروعة، قد أوثقت كل التخصص برباط حديدي عقلي، لا يفله الزمن ولا تؤثر فيه عوامل الحياة، تتابع جديدة بالتصويب والاستدراك والتعليق.إنها تفعل كل ذلك مع يقينها التام أن مشاركتها في المعارف الأخرى، وأخذها بنصيب وافر في كل طرف من الثقافة هو رفعة في قوامها العلمي وبنائها الشخصي. واضعة نصب عينيها قول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}المجادلة11 وقوله جل وعلا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}الزمر9. حذرة من التعالم فيما ليس لها به علم، بعيدة عن الكبر والتعالي بما آتاها الله منه، بل كلما ازدادت علماً ازدادت للخلق تواضعاً. السمة السادسة: (المهنية): إن المرأة المسلمة المعاصرة واعية تدرك إن لها طبيعة تختلف عن الرجال في التركيبة الجسدية والنفسية فهي ناعمة التركيب الجسدي والنفسي مكان للصون والستر خلافاً للرجل القادر على الحل والترحال، ومعافسة الضيعات الجسام، تساعده عضلاته المفتولة على تحمل المشاق، وتدعمه نفسه على مداراه اختلاف الطباع.وقد راعى القرآن هذه الخصوصية بقوله تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}الزخرف18. وقال الشاعر: كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول إن من تمام عبودية المرأة المسلمة العاصرة لربها جل وعلا، يقينها التام بأن قرارها في بيتها، تدير مملكتها تصنع العلماء والقادة، والساسة والمربين، هو خير لها مما سوى ذلك مهما كانت المكاسب لقوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى). إنه وإن برزت أوساط نسائية في بعض البلدان الأجنبية إلي أعمال الرجال فأن ذلك دليل حرمان لها من حقوقها المهنية الصالحة. لذا يجب على المرأة المسلمة المعاصرة أن تنظر لها بعين الشفقة والرحمة ناهيك عن إخلالها بوظائفها الأساس لذا كان عليك أختي الفاضلة أن تكوني يقظة أشد اليقظة للدعوات المشبوهة التي أرادت هدم كيان الأسرة باعتبارها معاقل تربية صالحة باسم حق المرأة في العمل. نعم إن المرأة المسلمة المعاصرة مهنية نشطة فيما تسمح به شريعتها، ويتناسب مع فطرتها مما لا يضر بإدارة بينها والقيام بحقوق زوجها وأولادها، بعيداً عن الاختلاط والسفور والتبرج، ثم إن المرأة قد تعوزها الحاجة إلى العمل خارج المنزل بما ذكرت من الشروط، غير إنها لا تفتح الباب على مصراعيه بل في وقت محدد، وإلى زمن معين بمقدار سد الحاجة لا غير، ثم تعود بكليتها إلى بيتها الذي هو مملكتها تملاؤه طاعة وبراَ وإحساناَ، إذا كان الأمر كذلك وهكذا يجب أن تكون المؤمنة. فإن المرأة المسلمة المعاصرة مهنية بارعة جداً، وربة بيت متميزة للغاية، شعارها الإتقان والجودة العالية، وسرعة الإنجاز، إنها تعمل في صمت وهدوء بعيداً عن جلب أنظار الآخرين، بعيداً عن الشكوى والتذمر، لا تقدم على أعمالها برؤية عشوائية جاهلة، بل تعطي العمل مهما كان حقه الكافي من الـتأمل والتفكير والتخطيط السليم، لا تأنف أن تستشير حتى، إذا استكملت معالمه ورسمت خارطته، شرعت تستدعي له أفضل الوسائل المتاحة، ثم تشرع مستعينة بالله تعالى في تنفيذه خطوة خطوة، تعطي كل خطوة نصيبها من الوقت والجهد التام، لا تقطف الثمرة قبل نضجها، قبل أن، حتى إذا لم يبق إلا اللمسات الأخيرة للإخراج أضفت عليه من المراجعات الدقيقة جهداً لا يقل عن على عمله، فإذا اطمأنت إلى جودته ألبسته حلة براقة تحكي روعة مزاجها، ودقائق شخصيتها، فإذا حان وقت عرضه على الآخرين تخيرت له المكان والوقت المناسب والإضاءة الكافية التي من شأنها تبرز جماله. إنها هكذا في بيتها، وهذا في عملها متميزة جداً فالله ما أجمل بيتها لا تمل النفس من الجلوس فيه ولا النظر في جنباته، صحي طيب الرائحة، نظيف المرافق هادئ الألوان، متناسق الخامات، كل شيء وضع في مكانه الصحيح. كل ذلك بعيداً عن التبذير والإسراف إنه وللأسف الشديد زاد من الرتابة في البيوت تشابهها وطرائق العيش فيها، حتى لا يكاد الناظر يلمس فرقاً بين بيوتات المجتمع ومعايش أهله. إن المرأة المسلمة المعاصرة تستطيع أن تصنع من بيتها ومكان عملها جنة تجدد كل حين بإذن ربها. إن المرأة المسلمة المعاصرة ربة بيت ناجحة، ينعم زوجها وأهلها بحسن عشرتها تضع نصب عينها قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله". السمة السابعة: (العفة): إن المرأة المسلمة المعاصرة عفيفة عن المحارم والمآثم، تضبط نفسها عن الشهوات إلا على الوجه المشروع في اعتدال وفق الشرع والمروءة، إنها يوسفية العفة كما ذكر الله: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}يوسف23 تعلم علم اليقين أن أكثر ما يدخل الناس النار هو "الفم والفرج". كما في الحديث الحسن وأن حفظ الفروج وغض الأبصار سبب في دخول الجنة، كما قال صلى الله علية وسلم: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: أصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم". والحديث حسن قال الله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}النور33. إن المؤمنة الحقيقية هي التي تتوجت بتاج العفة باطناً وظاهراً حيثما كانت لا تساوم على حجابها مهما كانت الضغوط والمغريات والسخرية والاستهزاء كما قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}النور31. وهكذا أيتها العفيفة علق الله الفلاح في الدنيا والآخرة على العفة كما قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}المؤمنون1 إلى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}المؤمنون5. إن المرأة المسلمة المعاصرة لا تبيع عرضها وعفتها بملء الأرض ذهباً ترضى أن تمزق إرباً إرباً ولا ينال من عفتها قدر أنملة واحدة. أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال وكل كسر فإن الله جابره وما لكسر قناة الدين جبران أيتها المسلمة الواثقة بربها إن الحشمة في اللباس تقتضي ستر المفاتن وعدم الخضوع بالقول وترك التطيب عند الخروج ولمن لا يحل له ذلك منك فلا تغترين بالخراجات الولاجات المطاردات للموضات المتشبهات بالكافرات، فإن التوسط هو الجمال الحقيقي الذي لا يعلوه جمال. السمة الثامنة: (الثبات): أختي الكريمة إن المرأة المسلمة المعاصرة سابقة بالخيرات، منافسة في الطاعات، تسارع إلى مغفرة من ربها ورضوان، ليس في قاموس شخصيتها الوقوف أو التقهقر للوراء، لا تبدد طاقاتها الروحية والجسدية ذات اليمين وذات الشمال، بل هي على الصراط المستقيم تمتثل قول مولاها عز وجل: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}الأنعام153 مستعينة بالله تعالى تردد قوله الحق: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}الفاتحة6. أيتها الواثقة بربها: إنه ليس في دين الله الوقوف على حالة واحدة، بل التقدم أو التأخر كما قال تعالى: {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}المدثر37 ولله در القائل: ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر والقائل: ومن يتهيب صعود الجبال يعيش أبدا الدهر بين الحفر أيتها المسلمة المعاصرة: إنه من السهل بعد المجاهدة الوصول إلى مراتب الكمال ولكن من الصعب الترقي أبداً في مدارج الإحسان حتى تبلغي درجة الصديقية ما لم تملكي قوة خديجية وعزيمة عائشية. أختاه: إنك تعيشين معركة شرسة تستهدف دينك وحياءك، وطهارتك وعفتك، وتركيبة أسرتك فكوني على مستوى المواجهة لهذه المعركة، التي رفع أعلامها الشيطان الرجيم وأتباعه من دعاة الإباحية والهوى الطائش. أختاه: إنك منصورة بإذن الله تعالى ما نصرتي الله في نفسك، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فلا تهني ولا تحزني فإن العاقبة للمتقين. يقول الله جل وعلا: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}آل عمران186. المحور الرابع: التحديات التي تواجه المرأة المسلمة المعاصرة: إن المستقصي لطبيعة التحديات التي تواجه المرأة المسلمة المعاصرة الآن؛ يجد أنها لا تخرج عن أمرين وهما: الأول: تحديات داخلية تتمثل في الآتي: أ‌- العادات والتقاليد الموروثة التي أسهمت في عدم تفوقها أو أدت إلى تراجعها مما جاء الإسلام بنبذه والتصدي له. مثل: مصادرة حقوقها في اختيار الزوج الصالح، والنظرة إليها بالدونية. ب- الأوهام التي كبلت انطلاقتها فيما يمكن أن تكون نافعة فيه لها ولأخواتها المسلمات مثل: الشعور بالفشل قبل التجربة، والشعور بكراهية الرجل للمرأة. ج- سيطرة جملة من الخرافات والشعوذة على تحركات المرأة؛ خوفاً من الحسد أو العين أو السحر، مما دفن مواهبها وإبداعاتها في مهدها، وأصبحت تعيش حالة من الرعب خوفاً من القادم المجهول، مما جعل جمله من النساء يعشن فترات من حياتهن ينتقلن بين العيادات النفسية، ودور الرقية الشرعية، وأخيراً حطت الرحال بعضهن بين أيدي السحرة والمشعوذين، وهي من قبل ومن بعد في سلامة وعافية حقيقية. د- اليأس والقنوط والتذمر، والنظر إلى الحياة بعيداً عن التفاؤل، كالتي ترى المجتمع هالكاً والتغيير فيه متعذراً لا تخلع عن عينيها النظارة السوداء القائمة، فلا تبصر الطل والندى، ولا الزهر والكلأ. فهي تبشر بقيام الساعة اعتزلت الناس قاطبة. أختاه: لم تزل الأمة بخير، ولا يزال للحق مقال، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم. فقد صح عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فصيلة فليغرسها". و- دواعي الشهوات والملذات والمتع الجسدية التي أحدثها الفراغ والجدة ولعمر الله لقد اغتالت الزلفى إلى الله تعالى، وكسرة قناة الطموح، وبددت عزائم التفوق، حتى غدت أخوات لسن بالقليل يعشن على هامش الحياة الجادة، يتقلبن من موضة إلى أخرى، وينتقلن من مشهد إلى آخر، ومن أغنية إلى أخرى، هجرن القرآن الكريم، وأعرضن عن التسبيح والتهليل، ورضين بالدون في معاشهن ومعادهن. إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة أختاه: إن مصارع العاشقات، ومرابع الخليعات، شاهدة على انحطاطهن أمام شهواتهن. قد نصبوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل إن أهنأ عيشة قضيتها ذهبت لذاتها والإثم حل الثاني: التحديات الخارجية التي تواجه المرأة المسلمة المعاصرة وأهمها الآتي: 1. الغزو الفكري: وهو الجهد المبذول من الأعداء لسكب معركة الحياة وقيادة الأمة الإسلامية وفق ما يريدون. وأخطرها ما قبل الرحلة العسكرية وما بعدها حيث تمسخ الشعوب وتذبذب عقائدها وتعد نخبة لقيادة الأمة تربوا على أعينهم، ينفذون سياساتهم الاحتلالية، التي من شأنها طمس هوية المجتمع المسلم وتدمير عقيدته وقيمه. وإحلال المبادئ المنحرفة والقوانين الوضعية والإباحية والاختلاط محلها. والاستيلاء على ثروات البلاد والحيلولة القوية دون امتلاك القوة، واصطناع معارك وهمية بين المجتمع، من شأنها تشتت تفكيره وتستنزف طاقاته. عبر وسائل الإعلام طعناً وتشويهاً وسخرية واستهزاء. وعبر مناهج التعليم تحريفاً وتغييراً وطمساً للحقائق، وتشويها للتأريخ الإسلامي وإبرازاً للفتن، وإثارة للنعرات الجاهلية، وإحياء للشعوبية والعامية، وإحداثاً للتبعية للغرب وإكباره والترهيب من سطوته وإبراز الحضارة الغربية بأنها النموذج الذي يجب الاقتداء به. واصمين الدين بالتخلف والرجعية والجمود، ودعاته بالدروشة والإرهاب، لذلك كان لازماً على المرأة المسلمة المعاصرة أن تستبين طرق هؤلاء الأعداء والمرتزقة المسخ من أتباعهم العلمانيين، ومن على شاكلتهم، و تحافظ على تماسك الأسرة ووحدة المجتمع وتبرز محاسن الدين، وتزرع في قلوب الجيل الثقة بعقيدته الإسلامية، وعلمائه الأبرار وأن تكبر لغتها وتأريخها كما قال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}الزخرف43 وليكن نصب عينيك قوله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}البقرة120 حتى تتبع الأمة ملتهم في فصل الدين عن الحياة، وإحلال الوجودية الإباحية محل الحياة الاجتماعية الفاضلة، والنظام الرأسمالي الربوي الانتهازي الذرائعي مكان الاقتصاد الإسلامي العادل، والديمقراطية المتناحرة مكان الشورى الناصحة. أختاه: إن نظرة واحدة في الشعوب التي استجابت للتغريب والغزو الفكري تؤكد ما وصلت إلية تلك الشعوب من تخلف وانحلال وتبعية وفقر وحروب ودمار. حقاً إن الخل يفسد العسل وإن الذئب لا يرى الغنم. من استكان إلى الأشرار نام وفي قميصه منهم صل وثعبان 2. تحرير المرأة. أيها المرأة المسلمة العاصرة إن صح تحرير المرأة في الغرب من نير الاستبداد والهوان ومصادرة الحقوق والدونية، فإنه لا يصح ذلك على وجه الحقيقة، فإنما حرروها من عبودية ليقعوا بها في عبودية أخرى، وفي ذل وهوان آخر مما يتناسب ورغبات الرجل الشهوانية الآن. خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء لئن كانت المرأة في المجتمعات الأخرى بحاجة ماسة لتحريرها الحقيقي فإن المرأة المسلمة المعاصرة تعتقد أن الإسلام حررها بل كرمها منذ خمسة عشر قرناً من الزمان ومن أبرزها مظاهر التحرير والتكريم الآتي: أ‌- أكد الإسلام أنها مخلوقة كالرجل مكرمة مكلفة مسئولة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات13. وقال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}آل عمران195 ب- أفراد القرآن الكريم والسنة المطهرة حيزاً كبيراً لمعالجة شؤون المرأة مما يصلح أن يكون رسائل علمية مستقلة في نواحي عدة من عقيدة وعبادة وسلوك وغير ذلك. ج- أقر الإسلام حقوقها الفطرية واحترم خصوصيتها الجسدية والنفسية وأشبع ضرورياتها وحاجاتها ورغباتها وميولاتها العاطفية الايجابية. د – جعل الإسلام العلاقة بين المرأة والرجل تكاملية عادلة جميلة، وليست تنازعية ظالمة، قبيحة ليؤدي كل واحد منهما الدور القادر علية المناسب لقدراته. هـ - أوجب الإسلام حسن رعايتها، وقوة صيانتها، فأقام جيوشاً جرارة تقاتل لنصرتها عند استغاثتها. و- أمر ببرها والإحسان إليها، وتلمس حاجاتها، فأوجب لها النفقة والسكنى، وحرم عضلها، وحدد ميراثها. إن الصورة التطبيقية المعاشة للمرأة في الإسلام تبرز أن البنات محل شفقة وحنان زائد, وأما الزوجات محل مودة ورحمة فائقة، وأما الأمهات فمحل بر وإحسان لا يعلوه إحسان. بارك الله لها فيما آتاها فضل الله يؤتيه من يشاء. المرأة ودعاة التحرير: إن المرأة المسلمة المعاصرة لتدرك بثاقب نظرها المستقيم دموع التماسيح، والعويل الكاذب على حقوق المرأة في الإسلام، لما ترى من بر الإسلام بها، واحترام المجتمع الإسلامي لكرامتها. إنها أيقنت أن دعوات التحرير هي دعوات إلى كشف المستور، وهتك الفضيلة، ونداء صارخ للإباحية،ومحاربة لشعائر الدين وقوانين العدل، والعادات الحميدة التي أمرها الإسلام. إنه لم يفتها معرفة من وراء الأكمة من العملاء المأجورين للاستخبارات الغربية، الذين مردوا على النفاق والتحلل من الفضائل، فهم لا يشهدون الجمع والجماعات، امتلأت قلوبهم كراهية للدين والمجتمع، يهمزون ويلمزون، وفي جنح الظلام يحيكون المؤامرات بالأمة. إنه زادها يقيناً بسوء دعوتهم، وعاقبة منقلبهم، ما تراه من سخف اللواتي سرن في ركابهم. وكيف جعلوهن أداة يصيدون بها أهل الشهوات وأداة يقتلون بها الحشمة والعفاف. كل ذلك وغيرة جعل المرأة المسلمة المعاصرة تنأ بنفسها وتستعلي بأيمانها. طبيب يداوي الناس وهو علل. 3. العالمية أو العولمة: إن المرأة المسلمة المعاصرة بثاقب فطرتها، وقوة رصدها للأحداث، والجديد في وسائل العدو، وقفت بنفسها على الغول الجديد الداهم على المجتمعات والشعوب. إنها العولمة التي تعني التراكمات البشرية في جميع مناشط الحياة الزاحفة نحو الآخرين. بحيث لا تترك أحداً إلا نالت منه. أيتها المسلمة المعاصرة إن العولمة تكاد تصبح حتمية الزحف من الأقوياء إلى الضعفاء تحقق سيطرتها الثقافية والاجتماعية والسياسية وفي الحقيقة أن طابع العولمة الآن هو أمركة للشعوب المغلوبة. فلم يعد هناك خصوصية ثقافية للدول والشعوب بل فتح الفضاء أمام القنوات الفضائية، والاتصالات التقنية مما سهل صياغة توجهات الشعوب بما يخدم الأمركة غير أن الله لا يقدر الشر المحض فإنه من وسائل العدو يمكن غزوة بها في عقر داره. ولعل من أهم واجبات المرأة المسلمة الآن تجاه العولمة الآتي: 1. الوقوف صفاً واحداً أمام هذا الطوفان الأمريكي الزاحف على المجتمع بعامة والمرأة بخاصة. 2. تحصين المجتمع ضد ثقافة العولمة الغربية بسد العقيدة الصحيحة، وتزكيته بالعبادة الصائبة لله وحدة جل وعلا. 3. المبادرة إلى الدفاع عن الفضيلة وإن تراجع جملة من المناصرين للمرأة من الرجال. 4. الدفع بقوة بالثقافة الإسلامية عقيدة وشريعة وعبادة إلى معاقل الغرب والشرق بكل وسيلة تستطيعها المرأة الآن. 5. الإفادة من إيجابيات العولمة فيما يقره الشرع المطهر فالحكمة ضالة المؤمن. وإني على ثقة تامة أن المرأة المسلمة المعاصرة قادرة على ذلك وزيادة. وختاماً: أختاه أيتها الأمل: الله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك، سيري على بركات الله مجاهدة صابرة محتسبة أجرك على مولاك جل وعلا. فما عند الله خير للأبرار، وما النصر إلا من عند الله هذا ولعل الإشارة تغني عن العبارة. واللهَ ربي أسأل أن لا يرينا فيك مكروهاً في الدنيا ولا في الآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين