النص: الفخار
° كان في قريتنا رجل اسمه ( أحمد) ، يصنع أباريق وأكوابا من الفخار ويبيعها بدراهم محدودة ، وكان سعيدا في حياته ، صالحا في أعماله ، لا يقطع وقتا ولا تفوته عبادة ، يسارع إلى فعل الخيرات ، لايسأله جوعان إلا وبادر إلى إعطائه ، ولا يصادف عريانا إلا ورق لحاله . وكانت كذلك زوجته (رقية) تقضي معظم وقتها في التسبيح والعبادة ، ولم يكن ينقصهما سوى الأولاد ، يدرجون في البيت ويملؤونه حيوية ونشاطا . ولقد جربت المرأة عقاقير عشاب القرية (إسماعيل) ، ونذرت ألف نذر لله دون أن يمن عليها الرحمان بولد. ورضي الزوج أحمد بقضاء الله ، الا أنه اتخذ لنفسه هرا أسماه (هارون) كان يصحبه معه الى عمله في الفاخورة ، فيقعي الى جانب صاحبه ينظر اليه وهو يخلق من قطعة الطين أشكالا من مصنوعاته الجميلة ، وكان (أحمد) يتحدث الى الهر كأنه انسان ، ويجيبه (هارون) بهرير يختلف باختلاف حديث صاحبه . ومن كثرة ما كان يصاحبه، ويذهب معه الى الأسواق والمساجد ، أخذ أصحابه يمازحونه وينادونه : (يا أبا هارون).
[ صباح محي الدين ـ
مختارات عربيةـ دانيا ريغ]
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق