20 كود:

الثلاثاء، 3 يناير 2012

اوديسا الحزن العربي


رأيته يعبر الطريق معصب الجبين منهك الخطوات
يستند على عصاه. يمضي في ثبات
لا يأبه.لايسترق النظر إلى الجنبات
يمضي في ثبات
للحظة يتحسس جرحا قديما على خده الأيسر
ثم يمضي حيث تقوده الخطوات
لم يعرف نفسه إلا راحلا مغتربا
بعد أن لفظته البلاد البعيدة
رمته كما العائد من سفر يرمي معطفا لازمه سنين طويلة
شردته عنها لتعيده إليها أصغر وأجمل
منته بشذى النخيل.بنفحات الزيتون
واعدته بالعناق الأخير. بأحلى القبل
البلاد البعيدة صارت بعيدة
لكن الطريق أضحى أقصر وأوضح
وسيكمل المسير نحو النهايات السعيدة
يمضي في ثبات
ليس في الجراب غير كسرة خبز يابس وأشعار قديمة
لايحمل في القلب غير حلم ظل يربيه سنين طويلة
المشاهد تتراقص أمام عينيه جميلة حزينة
رائحة التربة عند الصباح بلسم الجراح
نشوة الحب. حرقة البكاء. صدى الضحكات
تردد النسيم عند الفجر يلفح الأرواح
أضواء القصف في جنح الظلام
ابنة الجيران تحضن لعبتها تحت الركام
صراخ. عويل. زغاريد. صلوات
قصص عن الملائكة المجنحة و الشيطان
له رأسان
آثار غوغاء من بعيد تلهث بخطب الحرية والسلام
مشاهد أتلفت مكانها وزمانها
تقبع الآن في ذاكرته الجريحة في غير انتظام
مد عرف الرحيل بدا الرحيل
وئيد الخطو تقوده المسافات
لكن ما أوهن هذا الجسد المهترئ. ما أثقل الخطوات
لولا الزخم في لهفة العشق و حرقة الذكريات
يمضي في ثبات
من على شرفة الزمن أراه الآن يعبر آخر الجسور
يشق بعصاه السحرية عتمة الظلام
والحور من حوله تحلق وتدور
ايليس يخرج الآن من مخاض البحار وزوبعة الانتظار
هو الفارس الموعود سيكتب آخر السطور
والبلاد البعيدة منته بأحلى القبل
واعدته بالنهايات السعيدة
هي الآن تنفض عنها زائريها. كهان المعبد. أمراء البلاط
تتعطر بنفحات الكرم والليمون
تعد الملاءات. تضيء الشموع
تحضر كؤوس الخمر
تفتح ذراعيها للعناق الطويل
تطفئ عن صدرها المتوهج لهيب الانتظار
من على شرفة الحلم أراهما ينشدان لحن الانتصار
يتراقصان على أنغام قيثارة أندلسية
ينهيا بالوصل أحزان أوديسانا العربية

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق